الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أحمد الشريف

مقالات

من تاريخ الوهابية في تكفير المسلمين والغدر بهم

نعيد نشر مقالة قديمة كتبها شيخنا فضيلة الشيخ أحمد الشريف، الحنفي، الماتريدي، الأزهري – حفظه الله- في مطارحة علمية مع أحد علماء تونس الكرام عن تاريخ تكفير وغدر الوهابية بالمسلمين.


يقول فضيلته :

 (كتب فضيلة شيخنا الكريم المحقق البارع، و المجاهد بالكلمة و الحال و المقال:  فضيلة الشيخ : ……… منشورا عن فضل المصريين على الوهابيين، ذكر فيه كيف أن المصريين بعد قضائهم على تمرد الوهابية الخوارج استضافوا ذرية ابن عبد الوهاب وأكرموهم وعلموهم، وذكر فضيلة الشيخ قصة ابن لمحمد بن عبد الوهاب، فأردت الإضافة ومراجعة فضيلته في بعض ما ورد في منشوره، لكن طال مني التعليق جدا حتى وجب أن يفرد بمنشور مستقل، فأقول و بالله التوفيق:

“فضيلة مولانا الشيخ الكريم ……… :
لا أعلم ولدا لابن عبد الوهاب اسمه عبد الرحمن بل ما أحفظه أن عبد الرحمن هو حفيده، فهو عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب، وقصة هذا أنه كان في مصر مع أسرته في عناية الدولة المصرية بعد القضاء على الدولة السعودية الأولى، ورُبي وعُلم في الأزهر وكان من مشايخه شيخ الإسلام: إبراهيم الباجوري، ثم لما وقعت بعض الإشكالات الداخلية في مصر، وخفت قبضة مصر على بلاد نجد فر من مصر بعد وفاة محمد علي باشا، وعاد إلى نجد وأسس الدعوة الوهابية الثانية، وأتى فيها بضلال وتكفير، وقتل وتدمير يفوق ما فعله جده مرات، ورد جميل المصريين عليه بالغدر كما هي عادة الخوارج.


وعبد الرحمن هذا هو شارح كتاب التوحيد لجده، وهو الكتاب المعلوم الذي أتى فيه ابن عبد الوهاب بالعجائب، كما أن له في الدرر السنية كتابات ومكاتبات كثيرة ما بين التاريخية يحكي فيها تاريخ جده وتاريخه هو، وبين كتابات في تكفير الأمة واستباحة الأنفس والأموال و ذالأعراض.

وهذه بعض النقولات من كلام هذا المارق من الدرر السنية:

1- فيقول في أحد رسائله: “من عبد الرحمن بن حسن، إلى إمام المسلمين، وخليفة سيد المرسلين، في إقامة العدل والدين، وهو سبيل المؤمنين، والخلفاء الراشدين، فيصل بن تركي، جعله الله في عدادهم، متبعا لسيرهم وآثارهم، آمين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، اعلم أن الله أنعم علينا وعليكم، وعلى كافة أهل نجد، بدين الإسلام، الذي رضيه لعباده دينا، وعرفنا ذلك بأدلته وبراهينه، دون الكثير من هذه الأمة، الذين خفى عليهم ما خلقوا له، من توحيد ربهم، الذي بعث به رسله، وأنزل به كتبه، ولا صلاح للعباد في معاشهم ومعادهم، إلا بمعرفة هذا الدين، وقبوله، والعمل به، ومحبته، واستفراغ الوسع في ذلك، علما وعملا، والدعوة إليه، والرغبة فيه، وأن يكون أكبر همِّ الإنسان ومبلغ علمه، ليحصل له النعيم المقيم الأبدي، والسرور السرمدي.” أهـ.


2- و يقول في رسالة أخرى:  “وأما من بلغته دعوتنا إلى توحيد الله، والعمل بفرائض الله، وأبى أن يدخل في ذلك، وأقام على الشرك بالله، وترك فرائض الإسلام، فهذا نكفره ونقاتله، ونشن عليه الغارة، بل بداره; وكل من قاتلناه فقد بلغته دعوتنا، بل الذي نتحقق ونعتقده: أن أهل اليمن وتهامة، والحرمين والشام والعراق، قد بلغتهم دعوتنا، وتحققوا أنا نأمر بإخلاص العبادة لله، وننكر ما عليه أكثر الناس، من الإشراك بالله من دعاء غير الله، والاستغاثة بهم عند الشدائد، وسؤالهم قضاء الحاجات، وإغاثة اللهفات; وأنا نأمر بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وسائر أمور الإسلام; وننهى عن الفحشاء والمنكرات، وسائر الأمور المبتدعات; ومثل هؤلاء لا تجب دعوتهم قبل القتال.” أهـ.

3- و في رسالة ثالثة: “أما بعد، فاعلموا، وفقنا الله وإياكم، أن الله تعالى – وله الحمد والمنة – منّ علينا، وعلى كافة أهل نجد، بالبيعة للإمام عبد الله بن الإمام فيصل، لما توفى الله أباه، رحمه الله؛ وقد صار له همة عالية، هي أعلى الهمم، وأوجبها على الإطلاق، وذلك للسعي في تجديد هذا الدين، الذي من الله تعالى بقبوله من الداعي إليه، الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله تعالى، فجعل آل سعود: محمد وأبناؤه، هم أنصاره، وخالفوا أهل نجد وغيرهم، لأن أكثرهم أجلبوا على رد ما دعاهم إليه هذا الشيخ من التوحيد، وكراهته، وعداوته، وجعل الله هذه الحمولة، على قلتهم إذ ذاك، هم أنصاره، فما زال الأمر يزداد بالجهاد، حتى أكمله الله في نجد، وأكثر الحجاز، والشرق.”أهـ.

4- و في رسالة أخرى: “فمن أجل ذلك، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، والتقوى: كلمة جامعة لخصال الخير، أمراً ونهياً؛ وأعظمها مشقة: عداوة من حاد الله ورسوله، وألحد في أسمائه وصفاته(و المراد هنا أهل السنة و الجماعة من الأشاعرة و الماتريدية، أحمد الشريف أهـ)، وأشرك في توحيده. وتعلمون أن سر الخلق والأمر، هو: أن يُعرف الله بأسمائه وصفاته، ويُقصد وحده سبحانه بأنواع العبادة، وأن لا يشرك به أحد سواه، كائناً من كان، وأن يقوم الناس بالقسط؛ فأنزل الحديد آلة يستعان بها على جهاد من خرج عن القسط، وقد لاح في أوائل هذا القرن علم التوحيد، وأغمدت سيوف الجهاد في هامات من حاد عنه، من شيع الكفر والتنديد، وأقيمت الحدود الشرعية في كافة بلدان المسلمين، وحصل القيام التام بواجبات الدين، وذلك أمر لا يخفى، وحصل لأسلافنا وأسلافكم، من التعاون على ذلك ما أرغم الله به أنوف الأعداء، حتى صارت دياركم معقل الإسلام، ومهاجر السادات الأعلام، ولم يزل في هاتيك الجهات – لا زال فيها للحق دعاة – من يلهج بتحقيق توحيد المرسلين، ويرشد به الحيارى الجاهلين، وينكر أوضاع الجهمية (المراد بالجهمية: أهل السنة و الجماعة من الأشاعرة و الماتريدية، أحمد الشريف. أهـ) المبتدعين الملحدين في رب العالمين.” أهـ.

5- و في رسالة أخرى: “أما بعد: فإني وقفت، على جواب للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين، وقد سئل عن أبيات من البردة، وما فيها من الغلو، والشرك العظيم، المضاهي لشرك النصارى ونحوهم، ممن صرف خصائص الربوبية والإلهية، لغير الله، كما هو صريح الأبيات المذكورة; ولا يخفى على من عرف دين الإسلام أنه الشرك الأكبر، الذي لا يغفره الله لمن لم يتب منه، وأن الجنة عليه حرام.” أهـ.


يقول العبد الفقير أحمد بن محمود الشريف:
وهذا غيض من فيض ضلاله وغيه وتكفيره لأمة الإسلام واستباحة دماء الموحدين من المسلمين، وبعد كل هذا لا أعلم والله كيف يكون هؤلاء الوهابية وأتباعهم في زماننا “التلفية بطوائفهم” من أهل السنة والجماعة، وحسبنا الله تعالى ونعم الوكيل.

ونسأل الله تعالى أن يطهر بلادنا مصر العزيزة، وبلادكم تونس الكريمة من هذا الشر، وسائر بلاد المسلمين.
والله تعالى أعلى وأعلم.

وكتبه: أحمد بن محمود الشريف).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى